موعظة في شهر الصيام

إخواني
المسلمين أخواتي المسلمات ونحن في هذا الشهر العظيم بخيراته والسبيل
لرضوان الله وجناته فقد اجتمعت به الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، حقا
إنها لسعادة عظمى لمن يدرك هذا الشهـر مستغلا أوقاته في نيل الأجر والثواب
فانه فترة تصحيحية لذنوب قد ارتكبت ومحو خطايا قد كتبت

فأما
حان للقلوب أن تخشع لذكر الله وتجعل من شهر الصيام عبادة حقه تغير من
مكائد الأنفس وتقمع كل الصفات الذميمة وتلين القلوب القاسية بتلك الدموع
التي تذرفها العيون

لكن
إخواني أخواتي كيف يمكن أن نجدد التوبة مع الله ، وكيف يمكن أن نؤدي حق
الصيام بالشكل اللائق والواجب بما يستوجبه شرعنا الإسلامي العظيم ، فلا
يمكن نيل العلا إلا بعد تحقيق الجهد اللازم فان جائزة هذا الشهر لهي من
الجزاء الأعظم ، ثبتنا الله وإياكم لنيل هذا الشرف

أهم ما ننصح به أنفسنا وإياكم هو عدم الخضوع لخطوات الشيطان فهو عدو مبين لنا

وما
ناسف عليه حقا سياسة الإعلام في هذا الشهر ، فلقد تم برمجة مختلـف
المسلسلات على جل القنوات الفضائية لتلهيك يا أخي ويا أختي عن ذكر الله
فهلا تفطنت للأمر قبل فوات الأوان ولنسـال أنفسنا هل هو صيام عن الأكل
والشراب فقط ؟ وما هو هدفي من صيام هذا الشهر ؟ و ما هي الفائدة إن كنت
اقضي جل وقتي أمام هذه المسلسلات لأملا حقيبتي بالسيئات بـدلا من الحسنات
التي جعلـها المولى عز وجل مضاعفة في هذا الشهر رحمة بنا فماذا ننتظر
لنكثر السجود إلى الله ونرحم أنفسنا بكثرة الصدقات والذكر الحكيم

إخواني
أخواتي أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله وإدراك قيمة هذا الشهر الذهبية
فلنتسـابق على الظفر بهذا الكنز الوفير وليجعل كل واحد منا أسرته ميدانا
للتنافس على الخير بشتى أشكاله ويمنع كل ما فيه انسياق لإبليس ، ويخصص
وقتا للتذاكر كما كان يفعل الصحابة في عهـد رسول الله صلى الله عليه وسلم

فلنتذكر
إخواني أخواتي أن هذه الدنيا ساعة زائلة وان مردنا إلى الله عز وجل ، وكم
هو عظيم هذا الشهر لنكثر الزاد ونطرق أبواب الجنان ، فيا حسرتاه على من
فوت فرصة هذا الشهر دون رصيد، اسأل الله أن يرحمني وإياكم بفضائل هذا
الشهر الكريم ولا يحرمنا جائزته

أختكم في الله لا تحرموني من دعائكم، استودعكم الله، و السلام عليكم